About رقيه الصدر

تعرّف الرقية الشرعيّة بأنّها مجموعة الأذكار والأدعية من القرآن الكريم أو السنّة النبويّة، أو الأدعية غير الواردة فيهما ويصحّ الدّعاء بها، يقرؤها الإنسان ويتلوها على نفسه أو على غيره، ليستعيذ بالله -عزوجل- من شرور المخلوقات الإنسيّة، والجنيّة، والحيوانيّة، فيدفع بذلك الضّرر قبل وقوعه، أو تكون بعد وقوعه، فتُقرأ لإزالته والتخلّص منه.[٢]

شرع الله -تعالى- لعباده أن يتحصّنوا من السحر والعين والمس والحسد، ومن تسلّط أذى السحرة والمشعوذين عليهم، ومن هذه التحصينات: تحقيق التوحيد الخالص لله -تعالى-، وتحقيق الإخلاص والتزام الجماعة، والمحافظة على الصلوات الخمس في جماعة، والاعتصام بالكتاب والسنّة.

وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ .[٣]

أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ طَعَامٌ وَشَرَابٌ حِسِّيٌّ لِلْفَمِ، قَالُوا: وَهَذِهِ حَقِيقَةُ اللَّفْظِ، وَلَا مُوجِبَ لِلْعُدُولِ عَنْهَا.

فَإِنْ قِيلَ: فَمَا حُكْمُ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ؟ وَهَلِ الْوِصَالُ جَائِزٌ أَوْ مُحَرَّمٌ أَوْ مَكْرُوهٌ؟

وَالْمَقْصُودُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ أَكْمَلَ الْخَلْقِ فِي كُلِّ صِفَةٍ يَحْصُلُ بِهَا انْشِرَاحُ الصَّدْرِ، وَاتِّسَاعُ الْقَلْبِ، وَقُرَّةُ الْعَيْنِ، وَحَيَاةُ الرُّوحِ، فَهُوَ أَكْمَلُ الْخَلْقِ فِي هَذَا الشَّرْحِ وَالْحَيَاةِ وَقُرَّةِ الْعَيْنِ، مَعَ مَا خُصَّ بِهِ مِنَ الشَّرْحِ الْحِسِّيِّ.

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ .[٢٣]

الشيخ: الشرح الحسي ما ثبت أنَّ الله شرح صدره، وأنَّ جبرائيل ..... ذلك، وأخرج الله من قلبه كلَّ أذًى عليه الصلاة والسلام، وغسله بماء زمزم، ومُلِئَ حكمةً وإيمانًا.

وَتَمَكَّنَ حُبُّهُ مِنْهُ أَعْظَمَ تَمَكُّنٍ، وَهَذَا حَالُهُ مَعَ حَبِيبِهِ، أَفَلَيْسَ هَذَا الْمُحِبُّ عِنْدَ حَبِيبِهِ يُطْعِمُهُ وَيَسْقِيهِ لَيْلًا وَنَهَارًا؟ وَلِهَذَا قَالَ: إِنِّي أَظَلُّ عِنْدَ رَبِّي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي.

"حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو ربُّ العرش العظيم -سبع مرات-".[٦٩]

"بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم (ثلاث مرات)".[٦٤]

فالحاصل أنهما معذورتان؛ لأنهما مُحسنتان في غيرهما، وصومهما يضرّ غيرهما، فإذا كان ضرر الإنسان في نفسه يُسبب الفطر ويجوز الفطر، فإحسانه إلى غيره على وجهٍ لا حيلةَ فيه إلا هذا -إلا الفطر- فهو قد جمع بين خيرٍ عظيمٍ، وبين إفطارٍ معوضٍ.

الرقية بسورة البقرة لإبطال السحر: لقد جعل الله في سورة البقرة شفاء من كلِّ شرٍّ، عن أبو أمامة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: :اقرَؤوا سورةَ website البقرةِ فإنَّ أَخْذَها بركةٌ وتَرْكَها حَسرةٌ ولا يستطيعُها البَطَلَةُ" رواه الطبراني، ومعنى لا يستطيعُها البَطَلَةُ أي لا يقدر عليها السحرة.

الشيخ: ولأنه يُفطر إذا غابت الشمسُ، ويصوم إذا طلع الفجرُ، واستقرت الشريعةُ على هذا، وأنَّ الليل محل أكلٍ وشربٍ، وانتهى التَّخيير ونُسخ، وانتهى منعه من الأكل إذا نام، إذا غابت الشمسُ ونام قبل أن يُفطر كان يُمنع من الأكل والشُّرب، ويبقى على صومه إلى الليلة الأخرى، وصار في هذا حرجٌ عظيمٌ على الناس، فرحمهم الله، ورفع الحرجَ .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *